هل لازم تكون درويش زاهد بعد صحوتك الروحية؟

غالبا ما يعلق السالكون طريق الصحوة والوعي في “دوامة الدرويش” ، خصوصا بعد ما تتفتح عندهم آفاق الرؤية ويدركون اللعب المحاكة في هذا الماتركس، يظنون أن فطنتهم ستقطع لهم تذكرة خروج منه.. لكن هيهات هيهات أين المفر!
كلمة ماتركس جاية من كلمة “mater” ما يعني في جذور اللغة اللاتينية “mother”
ومعناها الاصطلاحي : هو المكان الحاضن لوجود ما أثناء عملية تطوره وتشكله.
نحن جميعا كإنسانية وكبشرية في عملية تطور جمعي وفرادى، صحوتك وإدراكك للعبة الحياة وأنظمتها المختلفة ليس مخرجا منها، بل قد يكون :
١- سجنا جهنميا : لكل من يحاول جاهدا المقاومة والخروج، لكل من يبقى في محطة الانتقاد لهذه المنظومة مركزا على عيوبها، باكيا على أطلال التاريخ لما كنا متصلين وعايشين فقط في الطبيعة ومع الطبيعة دون كل هذه التطورات الغير مسبوقة في تاريخنا كبشرية.
٢- سباق ولحاق : قد تكون مرحلة تدريبية، أين تظن أنك عاجز عن فهم أنظمة اللعبة ولا تقدر على أن تكون جوكر من الجوكرات الكثيرين في هذا العالم، فتبقى تعمل ضمن لعبة أحدهم، ولا عيب ولا نقص في ذلك، بالعكس هي فرصة رائعة لمن يراها من مكان تقدير وتسليم ليطور من ذاته ويتعلم، كما أنه هناك أشخاص مصممون لهذا المكان.
٣- ماتركس: تراها كما هي وتسمح لإدراكاتك أن تنقلك من محطة المقاومة ومحاولة التمرد إلى مرحلة أذكى، أين تسلم وتبدأ رحلة التعلم لتلعبها صح.. تبقى تتطور في اللعبة وفي نفس الوقت تبقى على اتصال بحقيقة أنها اللعبة ونظامها التي تخترعها في يدك، لست في يدها.. وهنا لك أن تخلق وتبدع ما طاب لك.. ما أسميه بذكاء الوعي الوجودي.
ودعنا لا ننسى أننا هنا لنعيش، لنجرب، لنطور ونتطور، من خلال كل الأنظمة واللعب التي نخلقها ونخترعها ونبدع فيها ..
وأدعك تتفكر في هذا الحديث القدسي:
“كنت كنزا مخفيا، أردت أن أُعْرف فخلقت الخلق لأُعرَفْ”
استجابات