ما هو الحضور؟ ممارسة أم حال؟

الحضور هو حال من التناغم بين البدن والمشاعر والأفكار في زمن واحد، يعني ما تشعر به هو ما تفكر به هو ما تقوم به في اللحظة نفسها، قوة خارقة مكنونة، مهمش الكلام عنها مع أنها هي الأساس في كل ما نقوم به في حياتنا لنكون أكثر صحة، أكثر إنتاجية وفي وعي وإدراك لما نقوم به.

الحضور ليس:

-الصورة النمطية لشخص جالس مربع قدميه يتأمل، يتنفس، ويردد توكيدات.

-شخص هادئ وراضي ومتزن وسعيد طول الوقت.

-لا يعني أن نتجاوز المشاعر التي تدعى ب”السلبية” ونبقى في حالة من الهروب “الإيجابي”.

عكس ذلك .. الحضور هو الرضى بأن نشعر بما نشعر به، وأن نلاحظ ما نفكر فيه ونتمم عملية التفكير فيه دون أحكام الجلاد الذي يملي عليك من المتوارث “كيف يجدر بك أن تفكر أو تشعر”

والشخص الحاضر يشعر بالغضب والحزن والألم أيضا، لكنه غالبا في حالة متقدمة من الحضور يشعر بها بتسليم أكثر وبمقاومة أقل، وعيه باللحظة يشعره بأمان ويقين أن هذه الحالة الشعورية ستمر.

كما أن الحضور يتخلل كل أفعالنا، أقوالنا وأفكارنا خلال اليوم.

يكون الحضور حالة فطرية فينا بعد الولادة، ثم تقل كثافة الحالة مع كثرة المهام، المشتتات، التوقعات، الاحداث الدرامية التي تسبب حالات كثيفة من المشاعر، على مر العمر.

لكن! طبعا بإمكاننا إعادة ضبط الفوضى التي أحدثت فجوة بيننا وبين حالة الحضور لنعود إلى قوة التركيز في اللحظة.

وهذا ما نقوم به مع بعض في مجتمعنا، وفي برنامج “هنا والآن”..

نرسم طريقا واضحا دقيقا لضبط ممارساتنا اليومية وآليات أفكارنا رويدا رويدا، حتى يعود التمركز في حالة الملاحظ الشاهد عندك

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. أظن الحضور حال بالفطرة لكن مع مرور الوقت أقصد لما نبدأ نكبر انا اتكلم عن نفسي مع المشتتات ومع الهروب من الواقع يصبح الحضور شيئ صعب جدا لكن اظن أيضا اننا نستطيع مع الممارسة الرجوع الي الآن وقد قرأت كتاب لإكهارت تول اسمه قوة الآن لكني لم أكمله يعني اول ما بدأت بقراءته تفاجأت وقلت كيف لي أن أكون هنا والآن بعيدا عن ضجيج الأفكار لكني سأعود وأكمله بإذن الله