القفزات الكونية في الDNA” وخيمياء التحول
ما هي القفزة الكونية؟
القفزة الكونية هي رحلة تحول في الوعي داخلية عميق ينتقل فيها الإنسان من وعي محدود إلى وعي أوسع.
تبدأ باللحظة التي ينهار فيها معنى قديم، ويولد مكانه معنى جديد يفتح الأفق لرؤية مختلفة.
حالة انتقال في الإدراك؛ من الخوف إلى الثقة، من التعلق بالنتائج إلى التسليم بالرحلة، ومن ضيق الذات إلى اتساع الروح.
الدعاء كبوابة للقفزة
عندما ندعو بشيء، نظن أننا نطلب النتيجة، لكن في الحقيقة نحن طالبون للطريق.
من يطلب السلام قد يواجه الفوضى، ومن يطلب القوة قد يختبر الضعف، ومن يطلب الحب قد يمر بالخذلان.
هذا التضاد ليس ضد الدعاء، بل هو استجابته العميقة، لأنه يهيئنا لنصبح قادرين على حمل ما طلبناه.
كأن الدعاء يقول: سأعطيك ما تريد، لكن سأجعلك قادرا أن تعيش به وتحتوي حالته، ستمر من عملية تأهيل.
القفزة كعملية بيولوجية في الـDNA
الـDNA ليس شيفرة جامدة تحفظ صفاتنا الجسدية فحسب، بل هو كتاب حي يتأثر بتجاربنا.
العلم الحديث يبين أن العواطف والتجارب يمكنها تفعيل أو تعطيل جينات معينة، فيما يُعرف بعلم “الابيجينيتكس”.
الخوف المزمن ينشط جينات التوتر والمرض، بينما المحبة والسلام يعززان جينات المناعة والتجدد.
حين نمر بالقفزة الكونية، يحدث تفعيل داخلي جديد: تُطفأ برامج قديمة مرتبطة بالجرح والخوف، وتُفتح أكواد جديدة مرتبطة بالشجاعة والوضوح والاتساع.
القفزة إذن ليست وعيًا روحيًا فقط، بل إعادة كتابة داخل جسدنا نفسه.
القفزة كخيمياء داخلية
الخيمياء القديمة فيما عُرِف كانت تبحث عن تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب. لكن الخيمياء الحقيقية المخفية هي تحويل التجارب إلى وعي، والجرح إلى حكمة، حين نفعل مسارات الخيمياء بداخلنا.
القفزة الكونية تمر بمراحل تشبه خطوات الخيمياء:
-
الاحتراق: التجربة المؤلمة التي تكسر الأنماط القديمة.
-
الذوبان: انهيار الهويات الزائفة وظهور الأسئلة الكبرى.
-
الفصل: تمييز الحقائق عن الأوهام عبر البصيرة الداخلية.
-
الالتقاء: اتحاد الدعاء مع التجربة وبدء توليد المعنى.
-
التخمير: نضج التجربة وتحولها إلى بصيرة.
-
التقطير: تصفية التجربة من شوائبها والإبقاء على الحكمة.
-
التجسيد: ولادة القفزة، حيث يصبح الوعي الجديد جزءًا من حياتنا.
بهذا المعنى، كل قفزة كونية هي مسار خيميائي كامل: معدن خام من الخوف يتحول عبر شعلة التجارب إلى ذهب من الوعي.
كيف نستعد للقفزات الكونية؟
-
أن نرى في النقيض فرصة للتعلم، لا لعنة وابتلاء.
-
أن ندوّن ونعي مسار دعائنا وما تبعه من أحداث لفهم خيوط القصة.
-
أن نمارس المسامحة اللحظية، لأنها تفتح المجال للقلب كي يتسع.
-
أن نثق أن كل ما يحدث ليس عشوائيًا، بل جزء من مخطط أوسع يتجاوز وعينا اللحظية.
تمرين عملي
-
اختر دعاء قديمًا رفعته من قلبك.
-
اكتب الأحداث التي تتابعت بعده، خاصة تلك التي بدت كأنها ضد ما طلبت.
-
اسأل نفسك: كيف شكّلت هذه الأحداث جزءًا من الطريق نحو ما طلبت؟
-
دوّن اللحظة التي شعرت فيها بالتحول: متى أدركت أن ما حدث كان من أجل نضجك، لا ضدك؟
-
اجلس بوعي وردد: “أسمح لهذه التجربة أن تتحول إلى معدنها الخالص بداخلي، وأسمح لكتابي الوراثي أن يكتب بالنور.”
الخلاصة
القفزة الكونية هي لقاء بين الروح والجسد، بين الدعاء والتجربة، بين النار والمعدن الخام.
هي لحظة خيميائية يعاد فيها تشكيل وعينا وتفعيل مسارات في جيناتنا، فنخرج منها أكثر نضجًا، أوسع إدراكًا، وأقرب إلى حقيقتنا الإلهية.
في الأيام الأخيرة ، راودني سؤال ، ما مدى تأثير البرمجة الإلاهية على مهمتك في الحياة المادية ؟ و اعترضني مقالك يضيف للبحثي .
مع القراءة تذكرت فكرة الخلية و الطرق العديدة الممكنة لها للعيش كما يخبرنا quantum mechanics و كيف لنا أن نفعلها في داخلنا ، الحقيقة الإلاهية موجودة فينا تنتظر تفعيلها بطريقتك الخاصة و تجاربك ، كما يذكر أنه 98 % من DNA سمي سابقا على أنه فضلات (junk DNA ) و مع تطور العلم لاحظوا بأنه ليس صحيحا لديها مهمة و مهمتها رئيسية في تحويل الحقيقة و في إستخلاص الحكمة كما ذكر في المقال .
مهم حقيقي ما ذكرته و أحاول دائما في الجلسات تذكير بذلك .
شكرا على المقال على الحكمة سهام شكرا .
و كما تقولين تجربة تعاش و لا تحكى .